أخيرا جاء اليوم الذي كان يتمناه طوال حياته ، اليوم الذي يتمناه كل شاب ، فاليوم يوم زفافه على عروسه التي ارتضاها وارتضته ، بدأ يومه بنشاط يضع اللمسات الأخيرة لبدء حياته الجديدة
ذهب إلى شقة الزوجية وأكمل النواقص واطمئن على أنها على أتم ما يرام ، وأكد على أصحابه وأحبابه الموعد ورتب سيارة الزفاف وكل المتعلقات ، ثم عاد إلى البيت مرهقا ليرتدي بدلته الجديدة ويستعد لليلة العمر، نظر في ساعته (لسه في وقت إني أريح شوية) قالها وهو يجلس على فراشه وقد غلبه الإنهاك ، وأطفأ المصباح .
لحظات وأضيئت الحجرة ووجد أخاه يدخل عليه
-إيه يا عريس ، إنت نايم؟؟؟ يلا قوم بسرعة العروسة خلصت الكوافير وبيتصلوا بيك ، يلا قوم
- بالسرعة دي ؟؟؟
في دقائق ارتدى بدلته ونزل مع أخيه في سيارة الزفاف ومر على الكوافير ليصطحب عروسه إلى قاعة الفرح، وبدأت الحفلة التي كانت(عادية) بمفهوم العادات والتقاليد، في البداية التزم كرسيه وألزم زوجته بالجلوس، فهو في الأصل لم يكن يريد فرحه بهذه الطريقة ولكنه استسلم للضغوط ، ومع مرور الوقت أخذ أصحابه يجذبوه حتى يقوم فيرقص معهم ، ونجحوا بعد محاولات ، ووقف معهم ولكنه بعد وقت يسير لم يشعر بقدميه وجلس على الكرسي، دون أن يشعر أحد بتعبه ، وبدأ صوت الموسيقى الصاخبة ينخفض في أذنيه شيئا فشيئا ، ولم يعد يشعر بمن حوله
(إيه؟ أنا مالي ؟ حصل إيه؟) أخذ يرددها في نفسه ويصبر نفسه أن سبب ذلك الإرهاق الذي واجهه طوال يومه والأيام الماضية، ( أكيد هفوق دلوقتي ، أكيد أكيد) ،
ولكن كان وضعه يزداد سوءا وآلامه تزداد ، اشتدت ضربات قلبه حتى كادت تحطم صدره، وبدأت أحداث حياته تمر أمامه ببطء كالحلقات ، تذكر كيف نشأ وكيف عاش في رعاية الله طوال طفولته وشبابه ، تذكر الحادث الذي أصيب به في صغره ويأس منه الأطباء فنجاه الله، تذكر كيف دخل الكلية التي يحلم بها الملايين على ضعف مستواه ، وكيف تخرج ووجد عملا وأصدقاؤه عاطلون ، وكيف بارك الله في رزقه ومرتبه البسيط حتى أعد شقته وتزوج في سن صغيرة بالنسبة لأقرانه ، وهنا نجح في فتح عينيه قدرا يسيرا وأخذ يشاهد ما يحدث حوله من غناء واختلاط ورقص وسوء ،فأغمض عينيه على دمعة حارة
(آآآآه، أهكذا شكرت نعمة الله)
مال برأسه إلى اليسار فنظر إلى وجه عروسه المزين الجميل وتحدث قلبه (آآآآآآه، كم تمنيت اليوم الذي أتزوجك فيه ، ويوم جاء ، سأفارقك ، ولم يبق لي إلا الحساب على موافقتي على خلع حجابك للفرح ، وتزينك أمام الناس)لم يكن أحد من المدعوين انتبه لما يعتري العريس، وازدادت آلامه شيئا فشيئا ، تمنى أن يصرخ فلم يستطع ، مرت دقائق ، ثم حاول أصدقاؤه جذبه مرة أخرى ليرقص معهم ، فسقط على الأرض ، فأوقفت الموسيقى وتجمع حوله الجميع وعلا الصراخ حاولوا إفاقته ، واتصلوا بالإسعاف ، وأخذوا يحركوه ويكلموه كي يفيق، لكنه كان في واد آخر يكافح كي يفتح عينيه وينظر إليهم، نظر إلى أهل زوجته الذين أصروا أن يكون فرح ابنتهم أفضل من فرح بنت خالتها
(آآآآآآآآآآه ، وهل تنفعني هي أو بنت خالتها اليوم)
ونظر إلى أهله الذي ضغطوا عليه ليوافق قائلين إنها ليلة في العمر ثم تب بعدها (آآآآآآآآآه يا أبي ، وآآآآآه يا أمي فقد كانت آخر ليلة في العمر، ليلة صباحها يوم القيامة ) ،
استسلمت جفونه، ولم يعد يستطع فتح عينيه بعد ذلك ، وصل طبيب الإسعاف وكشف عليه سريعا، ثم أطرق وقال العبارة المشهورة (المسألة مسألة الوقت)، علا البكاء والنحيب
(وماذا يفيدني بكاؤكم اليوم ، فها أنا ألقى ربي بذنبكم كلكم ولا تنفعوني شيئا )
زادت الآلام وضاق النفس ورأى ذنوبه متجمعة عند رأسه ، ما يذكره وما كان قد نساه ، ووجد أن ذنوب يومه هذا تزيد عن الذنوب التي ارتكبها في سنوات وسنوات، ورن في إذنه (من مات على شيء بعث عليه) ،، فصرخ وهذه المرة تمكن من الصراخ
( لا ، لا ، أألقى الله وأنا أرقص، أألقى الله وأنا في وسط هذا اللغو ،أْألقى الله وإلى جواري زوجتي بحالها هذا ، أألقى الله وأنا أعصيه ، ماذا أقول له إذا سألني؟ أقول له لأرضي الناس؟؟ وأين الناس وأنا في قبري؟؟ وأين الناس وأنا واقف بين يديه؟؟ وأين الناس وأنا على الصراط ؟؟؟؟ كيف أواجه كل هذا ؟؟ لا، لا، رب ارجعون ، رب ارجعون ، رب ارجعون)
هنا ،،،سقط من على سريره ، وفتح عيناه (إلهي أنا حي، إلهي أنا لم أمت، إلهي الحفل لم يبدأ، الله أكبر الله أكبر)
فتح المصباح ونظر إلى وجهه الشاحب في المرآة (قد قلت لما أيقنت في حلمك بالموت رب ارجعون ، وقد عدت ، فأعمل صالحا فيما كدت أن تترك ، فهل بعدها تقدم رضا الناس وأهوائهم على رضا الله الخالق الكريم شديد العقاب؟؟؟
لله وأنا أعصيه ، ماذا أقول له إذا سألني؟ أقول له لأرضي الناس؟؟ وأين الناس وأنا في قبري؟؟ وأين الناس وأنا واقف بين يديه؟؟ وأين الناس وأنا على الصراط ؟؟؟؟ كيف أواجه كل هذا ؟؟ لا، لا، رب ارجعون ، رب ارجعون ، رب ارجعون)
النفس تبكى على الدنيا وهى علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التى كان قبل الموت بانيها
فان بانها بخير طاب مسكنه
وان بانها بشر خاب بانيها
ذهب إلى شقة الزوجية وأكمل النواقص واطمئن على أنها على أتم ما يرام ، وأكد على أصحابه وأحبابه الموعد ورتب سيارة الزفاف وكل المتعلقات ، ثم عاد إلى البيت مرهقا ليرتدي بدلته الجديدة ويستعد لليلة العمر، نظر في ساعته (لسه في وقت إني أريح شوية) قالها وهو يجلس على فراشه وقد غلبه الإنهاك ، وأطفأ المصباح .
لحظات وأضيئت الحجرة ووجد أخاه يدخل عليه
-إيه يا عريس ، إنت نايم؟؟؟ يلا قوم بسرعة العروسة خلصت الكوافير وبيتصلوا بيك ، يلا قوم
- بالسرعة دي ؟؟؟
في دقائق ارتدى بدلته ونزل مع أخيه في سيارة الزفاف ومر على الكوافير ليصطحب عروسه إلى قاعة الفرح، وبدأت الحفلة التي كانت(عادية) بمفهوم العادات والتقاليد، في البداية التزم كرسيه وألزم زوجته بالجلوس، فهو في الأصل لم يكن يريد فرحه بهذه الطريقة ولكنه استسلم للضغوط ، ومع مرور الوقت أخذ أصحابه يجذبوه حتى يقوم فيرقص معهم ، ونجحوا بعد محاولات ، ووقف معهم ولكنه بعد وقت يسير لم يشعر بقدميه وجلس على الكرسي، دون أن يشعر أحد بتعبه ، وبدأ صوت الموسيقى الصاخبة ينخفض في أذنيه شيئا فشيئا ، ولم يعد يشعر بمن حوله
(إيه؟ أنا مالي ؟ حصل إيه؟) أخذ يرددها في نفسه ويصبر نفسه أن سبب ذلك الإرهاق الذي واجهه طوال يومه والأيام الماضية، ( أكيد هفوق دلوقتي ، أكيد أكيد) ،
ولكن كان وضعه يزداد سوءا وآلامه تزداد ، اشتدت ضربات قلبه حتى كادت تحطم صدره، وبدأت أحداث حياته تمر أمامه ببطء كالحلقات ، تذكر كيف نشأ وكيف عاش في رعاية الله طوال طفولته وشبابه ، تذكر الحادث الذي أصيب به في صغره ويأس منه الأطباء فنجاه الله، تذكر كيف دخل الكلية التي يحلم بها الملايين على ضعف مستواه ، وكيف تخرج ووجد عملا وأصدقاؤه عاطلون ، وكيف بارك الله في رزقه ومرتبه البسيط حتى أعد شقته وتزوج في سن صغيرة بالنسبة لأقرانه ، وهنا نجح في فتح عينيه قدرا يسيرا وأخذ يشاهد ما يحدث حوله من غناء واختلاط ورقص وسوء ،فأغمض عينيه على دمعة حارة
(آآآآه، أهكذا شكرت نعمة الله)
مال برأسه إلى اليسار فنظر إلى وجه عروسه المزين الجميل وتحدث قلبه (آآآآآآه، كم تمنيت اليوم الذي أتزوجك فيه ، ويوم جاء ، سأفارقك ، ولم يبق لي إلا الحساب على موافقتي على خلع حجابك للفرح ، وتزينك أمام الناس)لم يكن أحد من المدعوين انتبه لما يعتري العريس، وازدادت آلامه شيئا فشيئا ، تمنى أن يصرخ فلم يستطع ، مرت دقائق ، ثم حاول أصدقاؤه جذبه مرة أخرى ليرقص معهم ، فسقط على الأرض ، فأوقفت الموسيقى وتجمع حوله الجميع وعلا الصراخ حاولوا إفاقته ، واتصلوا بالإسعاف ، وأخذوا يحركوه ويكلموه كي يفيق، لكنه كان في واد آخر يكافح كي يفتح عينيه وينظر إليهم، نظر إلى أهل زوجته الذين أصروا أن يكون فرح ابنتهم أفضل من فرح بنت خالتها
(آآآآآآآآآآه ، وهل تنفعني هي أو بنت خالتها اليوم)
ونظر إلى أهله الذي ضغطوا عليه ليوافق قائلين إنها ليلة في العمر ثم تب بعدها (آآآآآآآآآه يا أبي ، وآآآآآه يا أمي فقد كانت آخر ليلة في العمر، ليلة صباحها يوم القيامة ) ،
استسلمت جفونه، ولم يعد يستطع فتح عينيه بعد ذلك ، وصل طبيب الإسعاف وكشف عليه سريعا، ثم أطرق وقال العبارة المشهورة (المسألة مسألة الوقت)، علا البكاء والنحيب
(وماذا يفيدني بكاؤكم اليوم ، فها أنا ألقى ربي بذنبكم كلكم ولا تنفعوني شيئا )
زادت الآلام وضاق النفس ورأى ذنوبه متجمعة عند رأسه ، ما يذكره وما كان قد نساه ، ووجد أن ذنوب يومه هذا تزيد عن الذنوب التي ارتكبها في سنوات وسنوات، ورن في إذنه (من مات على شيء بعث عليه) ،، فصرخ وهذه المرة تمكن من الصراخ
( لا ، لا ، أألقى الله وأنا أرقص، أألقى الله وأنا في وسط هذا اللغو ،أْألقى الله وإلى جواري زوجتي بحالها هذا ، أألقى الله وأنا أعصيه ، ماذا أقول له إذا سألني؟ أقول له لأرضي الناس؟؟ وأين الناس وأنا في قبري؟؟ وأين الناس وأنا واقف بين يديه؟؟ وأين الناس وأنا على الصراط ؟؟؟؟ كيف أواجه كل هذا ؟؟ لا، لا، رب ارجعون ، رب ارجعون ، رب ارجعون)
هنا ،،،سقط من على سريره ، وفتح عيناه (إلهي أنا حي، إلهي أنا لم أمت، إلهي الحفل لم يبدأ، الله أكبر الله أكبر)
فتح المصباح ونظر إلى وجهه الشاحب في المرآة (قد قلت لما أيقنت في حلمك بالموت رب ارجعون ، وقد عدت ، فأعمل صالحا فيما كدت أن تترك ، فهل بعدها تقدم رضا الناس وأهوائهم على رضا الله الخالق الكريم شديد العقاب؟؟؟
لله وأنا أعصيه ، ماذا أقول له إذا سألني؟ أقول له لأرضي الناس؟؟ وأين الناس وأنا في قبري؟؟ وأين الناس وأنا واقف بين يديه؟؟ وأين الناس وأنا على الصراط ؟؟؟؟ كيف أواجه كل هذا ؟؟ لا، لا، رب ارجعون ، رب ارجعون ، رب ارجعون)
النفس تبكى على الدنيا وهى علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التى كان قبل الموت بانيها
فان بانها بخير طاب مسكنه
وان بانها بشر خاب بانيها
الأحد مايو 22, 2011 11:34 pm من طرف دندوشة
» انا الملك
الأحد مايو 22, 2011 11:34 pm من طرف دندوشة
» جولة التحدى بين الشباب و البنات >>> "العميل السرى" <<<
الأحد مايو 22, 2011 11:33 pm من طرف دندوشة
» عرفنا بنفسك
الأربعاء مايو 04, 2011 1:17 am من طرف asrhaf
» يوميات طالب وطالبة
السبت أكتوبر 30, 2010 3:34 pm من طرف *البرنس*
» محكمه المنتدى
الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 9:17 pm من طرف rofo
» نصائح الاعضاء
الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 12:41 am من طرف rofo
» لعبة العدية
الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 12:35 am من طرف rofo
» اتنطط عالعضو الى تختاره براحتك
الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 12:28 am من طرف rofo